الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مجرد حديث النفس والخواطر التي تمر على القلب لا يؤاخذ عليها صاحبها إن لم يترتب عليها قول أو فعل، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم. ولكن لا ينبغي للمسلم الاسترسال في هذه الخواطر أو الاطمئنان إليها، لأن ذلك ذريعة إلى الوقوع في المعصية، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
واعلمي أختنا الفاضلة أن من أهم نعم الله تعالى على العباد الصحة والفراغ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما. فينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه لئلا يندم على ساعة أضاعها في غير طاعة. روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله لحقره ذلك اليوم، ولودَّ أنه يرد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. فنوصيك بالحرص على الخير ومصاحبة الخيرات من النساء، واجتناب مخالطة الفاجرات يسلم لك دينك.
ولمعرفة حكم الغناء وسماعه راجعي الفتوى رقم: 987، وفي حكم الرقص راجعي الفتوى رقم: 35028، ونحيلك على الفتوى رقم: 60114، فبها بعض التوجيهات المهمة.
والله أعلم.