الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للولد أن يؤذي والديه بأي فعل أو قول أو تصرف... ولو كانا يصبران على ذلك ويتغاضيان عنه، لما في ذلك من المخالفة لأمر الله تعالى بالإحسان إليهما واتنهاك النهي عن أي قول أو فعل.. يجرح شعورهما، فقد قال الله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {البقرة:83}، وقال تعالى: فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ... {الإسراء:23}.
فإذا صدر منه شيء من الأخطاء بحقهما وتاب إلى الله تعالى منه وعفا عنه والداه ورضيا عليه فإن الله تعالى يغفر له ويرضى عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: رضى الرب من رضى الوالد، وسخط الرب من سخط الوالد. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما الغيبة فهي من أعظم الذنوب وأقبح المعاصي وقد حذر الله عز وجل منها في حق الناس عموماً، فقال تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا.. {الحجرات:12}، ولكنها في حق الوالدين أعظم لما يجب لهما من احترام وتوقير، ولهذا فإن على من يرتكب ذلك أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ويستسمح من والديه فإذا سامحاه ورضيا عنه فإن الله تعالى يرضى عنه ويغفر له كما مر في الحديث، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 60196.
والله أعلم.