الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن بر الوالدين واجب، وأن حقهما أكيد، وقد أوصى الله تعالى بهما وحذر من عقوقهما وإن ظلما ابنهما، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22112، 17754، 8173، 2894، 4296، 5925، 11649.
ثم اعلم أنه يجوز للوالد أن يأخذ من مال ابنه إذا احتاج لذلك، ولكن من غير إضرار به، وانظر الفتوى رقم: 7490.
هذا وإنه مما ينبغي أن يصل الإنسان والديه به المال والعطايا وإن كانا غير محتاجين لذلك ما دام أن ذلك يرضيهما، وانظر الفتوى رقم: 1249، والفتوى رقم: 835.
فتب إلى الله تعالى من عقوقك لوالدك وقطيعتك له، من قبل أن يأتيك الموت وأنت عاق وحينئذ لن ينفعك الندم، والجنة لا يدخلها قاطع لرحمه، كما ثبت في الصحيحين، ويمكنك أن توسط بينك وبين والدك واسطة خير تسعى بينكما بالصلح، ولا يلزمك أن تمكنه من راتبك إن كنت محتاجاً إليه لا سيما إذا كان حاله كما ذكرت من الغنى واليسار وعدم الحاجة، ولا تفكر أبداً في الانتحار، فإن قتل النفس من كبائر الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 12722، والفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.