عدم اليأس من وصل ما انقطع من الرحم

12-10-2005 | إسلام ويب

السؤال:
أخي طلب مني أن أخذ منه أولاده ليجلسوا عندي في أثناء أدائه فريضة الحج هو وزوجته وعدد أولاده (6) أصغرهم توأم سنتان وأكبرهم 7 سنوات فكلهم تقريباً يحتاجون إلى رعاية، وأنا عندي ولد واحد عمرة سنة وزوجتي حامل في الشهر الرابع فقمت بسؤال زوجتي هل تتحملين أن أقوم باستضافة أولاد أخي هنا في بيتنا لأدائه وزوجته فريضة الحج، فرفضت وقالت بأنها لا تستطيع ولكنها تستطيع فقط أن تأخذ 4 أطفال والاثنين الصغار التوأم لا تقدر على مراعاتهم ولكنني عندما نقلت هذا الموضوع إلى أخي ثار عليّ وقامت بيننا قطيعة وقام هو بإحضار صديقه وزوجته ليعيشوا مع أولاده في بيته ، ولكن بسبب أنه ذاهب إلى الحج فقام بالحضور إلي والسلام علي ولكن لم ترجع العلاقة بيننا إلى ما قبل هذا الخلاف، وقمت أنا بزيارته بعد عودته من الحج وبعدها قلت له إنني أرغب في زيارته ولكن هذه المرة برفقة زوجتي لكي تجلس أيضاً مع زوجته لإنهاء هذه القطيعة ولكنه تعذر بأنه مشغول ولديه ضيوف آخرون وأصبح الوضع بيننا سيئا ،الآن كل أسبوع أقوم أنا بالاتصال به لأطمئن وأسلم عليه وفي الأسبوع التالي يقوم هو بالاتصال عليّ ولا تتجاوز المكالمة بيننا دقيقة واحدة وحديث المكالمة هو كيف الحالة ؟ الحمد لله كله تمام - والأولاد عاملين أيه ؟ والله الحمد لله - سلامي لهم جميعاً ؟ الله يسلمك - أنا حبيت أن أطمئن عليكم ؟ الله يخليك وأقوم أنا بنفس الأسئلة له ويقوم هو بنفس الأجوبة وفي النهاية تأمرني بأي شيء مع السلامة ) فهل ما فعلته من رفض أخذ أولاده فيه ذنب أو معصية ؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فجزاك الله كل خير على حرصك على صلة شقيقك فإن قطع الرحم التي أمر الله تعالى بوصلها من أكبر الكبائر وقد قال صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قاطع رحم . رواه البخاري ومسلم ، والذي نوصيك به هو أن لا تيأس من الإصلاح ، وأن لا تسأم من محاولاتك لوصل ما انقطع بينك وبين شقيقك ، وانظر الفتوى رقم :4417 . 

هذا وإن هناك أسباباً لجلب المحبة بين الإخوان ، ومنها الهدية فقد قال صلى الله عليه وسلم : تهادوا تحابوا وقال أيضاً : تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر رواه أحمد والترمذي ، وفي رواية : تهادوا فإن الهدية تسل السخيمة رواه البزار ، ومعنى (وحر الصدر ) أي غله وغشه وحقده .

واسأل الله تعالى كثيراً أن يصلح الحال بينك وبين أخيك ، كما يمكنك أن توسط بينكما واسطة خير مرضية عند أخيك كإمام مسجد مثلاً .

هذا ونطمئنك بأن رفضك لاستضافة أبناء أخيك لعدم قدرتك على رعايتهم أو عدم قدرة زوجتك ليس فيه ذنب أو معصية ، إذ إن ذلك غير واجب عليك شرعاً ، فلا يلحقك الإثم .

والله أعلم .


 

www.islamweb.net