الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله كل خير على حرصك على زيادة دخل والديك، ونسأل الله الكريم أن يعينك على برهما وأن لا يحرمك أجر ما ضحيت، وأن يعوضك الله خيراً مما فقدت في ذلك المشروع، وتذكري دائماً أنك ما أقدمت على عمل ذلك المشروع إلا لزيادة دخل الأسرة ليرضى عنك والداك ولتنالي ثواب برهما، فلا تفسدي عملك السابق لأجلهما بغضبك الآن منهما وهجرك لهما، فإن بر الوالدين واجب، وحقهما أكيد، وقد أوصى الله تعالى بهما وحذر من عقوقهما وإن ظلما ابنهما وأساءا إليه، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21916، 22112، 17754، 8173، 2894، 4296، 5925، 11649.
ثم اعلمي أنه يجوز للوالد إذا احتاج أن يأخذ من مال ابنه، ولكن من غير إضرار به، وانظري الفتوى رقم: 7490، بل إن كانا غير محتاجين لكن يرضيهما أن يصلهما ولدهما بالمال والعطايا، فينبغي عليه أن يصلهما بذلك مادام لا يضره، وانظري الفتوى رقم: 1249، والفتوى رقم: 835.
كما أن الأرض التي أنشأت عليها المشروع لا زالت ملكاً لوالدك إذا كان هو مالكها ولم يهبها لك؛ لأن إقامة المشروع أو غيره على أرض الغير لا تخرجها عن ملكه.
هذا وإن كان القرض الذي أخذته بالربا -فإن الواجب عليك التوبة، وعقد العزم على عدم العودة إلى ذلك أبداً، والندم على ما فرطت في جنب الله تعالى، فإن الربا لغير المضطر من كبائر الذنوب، ومن السبع الموبقات، وأكله محارب لله ورسوله، وملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظري الفتوى رقم: 1607، وانظري حد الضرورة التي تبيح التعامل بالربا في الفتوى رقم: 6501، والفتوى رقم: 1297.
والله أعلم.