تفسير قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق...)

29-1-2001 | إسلام ويب

السؤال:
ما هو تفسير قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏

فقوله سبحانه وتعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ {القلم: 42} هو بيان لبعض ما يكون يوم القيامة، وأن الله سبحانه يكشف ‏عن ساقه، فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع ذلك المنافقون.

وفي هذه الآية إثبات لصفة ‏الساق لله سبحانه كغيرها من الصفات التي تليق بجلاله، نؤمن بها لفظاً ومعنىً، ونفوض ‏كيفيتها إلى الله سبحانه القائل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {الشورى: 11}، والقائل: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {طه: 110}.

وأما ما ورد عن ابن عباس أنه فسر كشف ‏الساق بمعنى شدة الأمر، فهو معارض بما ثبت عن ابن مسعود أن ربنا يكشف عن ساقه ‏سبحانه، بل مردود بتفسير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للآية -وإذا جاء نهر الله بطل نهر ‏عقل-، فقد أخرج الشيخان واللفظ للبخاري، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت ‏رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ‏ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً.

‏قال الشوكاني -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: قد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما ‏صح عن رسول الله عليه وسلم، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً، فليس كمثله شيء. ‏انتهى.

والله أعلم.

www.islamweb.net