الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيتها الأخت أن تتوبي إلى الله تعالى من الذنب العظيم والجرم الكبير الذي وقعت فيه أنت وهذا الرجل، ومن ضمن توبتك أن تجتنبي هذا الشاب الذي تعرفت عليه فابتعدي عنه واحذري اللقاء به أو الاتصال عليه، قبل أن يحل عليك غضب الله في الدنيا والآخرة.
والعهد الذي بينكما عهد باطل أوقعكما في الحرام، وأما زواجك بهذا الشاب من غير ولي ولا شهود فهو نكاح باطل باتفاق العلماء جميعاً. وعليه.. فليس هذا الرجل زوجاً لك، ولا يغير في حقيقة الأمر قولك (قد تزوجنا من بعضنا البعض واجتمعنا وأشهدنا الله على زواجنا وعاهدته على الإخلاص) وإشهادكم الله على الزنا الذي سميتموه زواجاً تلاعب بالشرع.
ونعجب كيف تقولين إن لمس من يتزوجك بالحلال سيؤدي إلى اضطرابات نفسية وغير ذلك؟!! ولمس ذلك الفاجر الذي قلت إنه متدين لم يكن يسبب لك أي إشكالات ولا اضطرابات، ونعجب عندما تقولين أخرى إنك تشعرين بأنك قد خنت العهد الذي بينك وبين هذا الرجل، ولم تتألمي لأنك خنت العهد الذي بينك وبين الله تعالى بتعدي حدوده، وأما بشأن عملية ترقيع غشاء البكارة فسبق الجواب عن ذلك في الفتوى رقم: 61458.
وأنت بزوال بكارتك بالزنا ثيب فليس لوليك إجبارك على النكاح عند بعض أهل العلم، قال الإمام النووي في شرح مسلم: وأما الثيب فلا بد فيها من النطق بلا خلاف سواء كان الولي أبا أو غيره لأنه زال كمال حيائها بممارسة الرجال، وسواء زالت بكارتها بنكاح صحيح أو فاسد أو بوطء شبهة أو بزنا، ولو زالت بكارتها بوثبة أو بأصبع أو بطول المكث أو وطئت في دبرها فلها حكم الثيب على الأصح، وقيل حكم البكر. والله أعلم. انتهى.
والخلاصة: أنه يجب عليك قطع العلاقة مع ذلك الشاب الأول فوراً والتوبة إلى الله مما مضى، والذي ننصحك به أن تستري على نفسك وتقبلي بمن تزوجك زواجاً صحيحاً ورضي به والدك فلعل الله تعالى أن يكتب لك الخير معه، ثم إذا اكتشف الأمر عند الدخول فبيني له أن زوال البكارة له أسباب كثيرة غير الوطء، كما سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 5047. لكن إن خشيت على نفسك القتل كما ذكرت جاز لك الإقدام على تلك العملية.
وأخيراً ننصح آباء البنات وأولياء أمورهن بأن يتقين الله فيهن، وأن لا يعضلوهن إذا تقدم لهن من كان مرضياً في دينه وخلقه لمبررات لا يقيم لها الشارع الحكيم وزناً، نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.