الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئاً لك التوبة، ونسأل الله تعالى أن يتقبلها منك، وأن يثبتك على الاستقامة حتى تلقاه.
وبخصوص سؤالك عن الاستمناء في نهار رمضان، فقد سبق الجواب عنه، وأنه يلزم من فعله القضاء فقط على الراجح، وكذا الحال فيمن أكل أو شرب متعمداً أو تعمد أي مفطر غير الجماع، وخالف المالكية في ذلك، فأوجبوا الكفارة على من تعمد تناول أي مفطر منتهكا حرمة الصيام، سواء أكان ذلك طعاماً أم شراباً، أم استمناء إذا خرج المني، ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 18199.
وعليه؛ فما فعلته من التوبة والاجتهاد كاف للتكفير عن خطاياك مع قضاء جميع الأيام التي أفطرتها والاحتياط في ذلك إذا كنت لا تعرف قدرها بالتحديد، هذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، ولكنك لو كفرت عن جميع الأيام التي أفطرتها مراعاة لمذهب المالكية الذي هو المعتمد في بلدك، كان ذلك أولى لك وأحوط، والكفارة عند المالكية مرتبة على التخيير، وأفضلها عندهم الإطعام، ولا شك في أنه أخف أيضاً، فيمكنك أن تطعم ستين مسكيناً عن كل يوم أفطرته متعمداً.
والله أعلم.