الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على غيرتك على دينك وحبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبتك في الدفاع عنه ورد شبهات الأفاكين، فالذي يرتد عن دينه لن يتورع عن الكذب وقلب الحقائق ودس الدسائس وإلقاء الشبهات، فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينكرها إلا كافر مكابر، وزواجه لزينب وغيرها من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن كان لحكم جليلة لا تخفى على عاقل منصف، وقد بينا طرفا منها في الفتوى رقم: 18183، والفتوى رقم: 12207.
وأما إنكار تحريم الزنا واللواط أو وجود آية في كتاب الله تعالى تحرمهما فهو مما يضاف إلى ضلالاتها السابقة، فتحريم الزنا واللواط مما علم من الدين بالضرورة، وقد تواترت نصوص الوحي على تحريمهما، فقد قال الله عز وجل: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وقال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ {النور:2}، وأما قوله تعالى: وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا {النساء:16}، فليس فيه ما يدل على بهتان هذه الكذابة، فكل ما في الأمر أن عقوبة الزنا في بداية الإسلام كانت بأذية الفاعلين بالشتم والتعيير والضرب بالنعال وغيرها من دون حد ثم نسخ هذا الحكم بجلد البكر ورجم الثيب.
وأمثال هذه المرتدة لا يتورعون عن الكذب، ولهذا ننصح السائل الكريم إذا لم تكن لديه القدرة الكافية لتفنيد كذب هؤلاء ورد شبهاتهم أن يعرض عن مناقشتهم، فإن في الساحة الإسلامية من الدعاة المسلمين المتخصصين من يستطيع أن يرد على هؤلاء ويسكتهم.
والله أعلم.