الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ظاهرة تقزيم الأشجار هي تزيين لها وبالتالي فهي من عمارة الأرض والإصلاح فيها وليس فيها من حرج ما لم يكن فيها إسراف ، فالله تعالى جميل يحب الجمال كما في الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الله تعالى : هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا {هود: 61 } قال القرطبي في تفسيره .... عن زيد بن أسلم : أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء مساكن وغرس أشجار ، وقيل : المعنى ألهمكم عمارتها من الحرث والغرس وحفر الأنهار وغيره ...
وليس تقزيم الأشجار مشمولاً في النهي عن تغيير خلق الله ، لأن هذا الكون بما فيه من أشجار وجبال وأودية وحيوان ، مسخر كله للإنسان يستمتع به كيف يشاء ، ويفعل به ما يشاء ما دام ذلك منضبطاً بضوابط الشرع ، قال تعالى : وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. {الجاثية: 13 }
والله أعلم.