الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الجملة المشار إليها من الحديث المذكور تدل على ما سبق الحديث من أجله وهو تمام أمر الإسلام في المستقبل وأمن الناس من عدوان بعضهم على بعض كما كان في الجاهلية . حتى يستطيع المسافر أن يقطع ما بين صنعاء وحضرموت وحده لا يخشى شيئاً على نفسه أو ماله . لتمام هذا الأمر ورسوخه في قلوب الناس وبسط العدالة .
قال الحافظ في الفتح: يحتمل أن يريد صنعاء اليمن وبينها وبين حضرموت من اليمن أيضاً مسافة بعيدة نحو خمسة أيام ، ويحتمل أن يريد صنعاء الشام والمسافة بينهما أبعد بكثير .. ثم قال . والتقدير : ولا يخاف إلا الذئب على غنمه لأن مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية لا للأمن من عدوان الذئب، فإن ذلك إنما يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى.
وقال صاحب عون المعبود: ولا يخفى ما فيه من المبالغة في حصول الأمن وزوال الخوف . فاصبروا على أمر الدين كما صبر من سبقكم.
وللمزيد نرجو الإطلاع على الفتوى رقم : 36471 .
والله أعلم .