لا طاعة للوالدين في ترك ما أوجب الله

24-10-2005 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة تبلغ من العمر ثلاثين عاما، في السنوات الأولى التي تلت سن البلوغ كانت أمها تجبرها على الإفطار في رمضان بحجة أن جسدها ضعيف ولن تقوى على الصيام، مع العلم بأن هذه الأم طبعها شرس مع أبنائها وهي تسيطر عليهم في كل جوانب حياتهم وتقف ابنتها منهزمة أمامها لا تقوى على معاكستها لأنها إن عصتها يكون عقابها الضرب ومقاطعتها عن الحديث معها لأيام طوال والبنت بارة جدا بأمها لا تريد إغضابها، الآن هذه الفتاة في حيرة حول كيفية القضاء، ماذا عليها أن تفعل لتكفر عن ذلك، وهل تعتبر مفطرة عمدا طوال تلك السنين أم تعتبر مكرهة، وماذا على الأم فعله كذلك بعد الندم والتوبة، أرجو أن تفتونى بالرد حتى تتدارك هذه الأخت أمرها؟ وجزاكم الله كل الخير، وثبت أجركم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أوصى الله بالإحسان إلى الوالدين، وعظم حقهما وأمر ببرهما في المعروف، وحرم طاعتهما في معصيته عز وجل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد والحاكم. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف.

وعليه فلا يجوز للولد ذكرا كان أو أنثى طاعة والديه في فعل معصية الله أو ترك ما أوجب الله كترك صوم رمضان، ومع ذلك يتلطف معهما في الخطاب، ويحسن إليهما في كيفية الرد عملا بقول الله عز وجل: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.

والحاصل أنه كان على هذه الفتاة أن تصوم ولو رفضت أمها فإذا أكرهتها على تناول المفطر فإنها تتناول ما أكرهت عليه ولا تفطر بذلك عند بعض أهل العلم كما هو مذهب الشافعية، لأن من شروط الإفطار تناول المفطر مختاراً، وذهب جمهور أهل العلم إلى أن المكره يفطر والعمل بهذا هو الأحوط، فعليها أن تقضي ما فاتها مع التوبة والاستغفار، وعلى أمها أيضا أن تتوب إلى الله تعالى من منع ابنتها من أداء ما أوجبه الله عليها من الصوم.

والله أعلم.

www.islamweb.net