الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوصى الله بالإحسان إلى الوالدين، وعظم حقهما وأمر ببرهما في المعروف، وحرم طاعتهما في معصيته عز وجل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد والحاكم. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف.
وعليه فلا يجوز للولد ذكرا كان أو أنثى طاعة والديه في فعل معصية الله أو ترك ما أوجب الله كترك صوم رمضان، ومع ذلك يتلطف معهما في الخطاب، ويحسن إليهما في كيفية الرد عملا بقول الله عز وجل: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
والحاصل أنه كان على هذه الفتاة أن تصوم ولو رفضت أمها فإذا أكرهتها على تناول المفطر فإنها تتناول ما أكرهت عليه ولا تفطر بذلك عند بعض أهل العلم كما هو مذهب الشافعية، لأن من شروط الإفطار تناول المفطر مختاراً، وذهب جمهور أهل العلم إلى أن المكره يفطر والعمل بهذا هو الأحوط، فعليها أن تقضي ما فاتها مع التوبة والاستغفار، وعلى أمها أيضا أن تتوب إلى الله تعالى من منع ابنتها من أداء ما أوجبه الله عليها من الصوم.
والله أعلم.