الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز في الإسلام حبس البريء فهذا من الظلم الذي حرمه الله تعالى . والمتهم كما جاء في الموسوعة الفقهية ـ إما أن يكون بريئا ليس من أهل تلك التهمة . فهذا لا يجوز حبسه ولا عقوبته اتفاقا .
وإما أن يكون مجهول الحال لا يعرف ببر ولا فجور فهذا يحبس حتى ينكشف حاله ويتبين للحاكم أمره .
وإما أن يكون معروفا بالفجور وارتكاب ما اتهم به فهذا يجوز حبسه وضربه حتى يتبين أمره . اهــ من الموسوعة الفقهية بتصرف
فإذا ثبتت براءته أو أقيم عليه الحد أو أخذ الحق المتهم به وتاب إلى الله تعالى فإنه يكون كغيره من المسلمين ويتمتع بسائر حقوقه المادية والمعنوية .
فالذي يتوب بعد الحد يعود إليه إعتباره وتقبل شهادته .. كما قال الله تعالى : وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور: 4 ــ 5 }
وإن كان القصد هل يستحق المتهم تعويضاً مادياً مدة توقيفه إذا ثبتت براءته ؟
فإن أهل العلم لم يذكروا له تعويضاً حسب ما اطلعنا عليه .
فقد روى الترمذي وأبو داود وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم : حبس رجل في تهمة ثم خلى سبيله . ولم يذكروا تعويضاً
والله أعلم .