الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت الأم تحرض الأولاد على جدهم وأعمامهم بالباطل فهي آثمة بذلك ، بل عليها أن تغرس في قلوب أبنائها محبة جدهم فهو في مقام الأب ، ومحبة أعمامهم فإن العم صنو الأب، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه . قال الإمام النووي في شرح الحديث : أي مثل أبيه ، وفيه تعظيم حق العم. أ هــ
وقال الإمام المناوي في فيض القدير : فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كإيذائه ، وفيه حث على القيام بحق العم وتنزيله منزلة الأب في الطاعة وعدم العقوق . اهــ
وإن كانت تفعل ذلك لفساد جدهم وأعمامهم ، وخوفها أن يتأثر أولادها بأخلاق جدهم وأعمامهم فليست آثمة بذلك ، بل هذا من رعاية حق الله تعالى ، والقيام بالأمانة في تربية أبنائها .
وأما بشأن قطع النفقة من قبل جدهم فإن كان هو الوصي عليهم وكان ينفق عليهم من مالهم الذي ورثوه فلا يجوز له قطع النفقة ومنعهم حقهم ، وإن كان ينفق عليهم من ماله الخاص فليس آثماً لأن نفقتهم لا تجب عليه بل تجب على أمهم إن كان لها مال ، ومع هذا فنفقته عليهم من الخير الذي لا ينبغي أن يقطعه ، وله فيه الأجر العظيم .
وعموما فننصح أم الأولاد بتقوى الله تعالى، وأن تذهب بهم لرؤية جدتهم ، وننصح بالتفاهم والوقوف عند حدود الله تعالى ، وأن يرعى كل واحد حق الآخر .
والله أعلم .