الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن غسل الميت واجب مثل تكفينه ودفنه، وقد ذكر العلماء أن الميت إن دفن بدون غسل أو تكفين أنه ينبش ليغسل ويكفن إلا أن يعلم أنه تغير فيترك. وعليه فإذا لم يعلم أن الميت المذكور قد غسل وكفن فإنه لا يجوز دفنه بدون غسل ولو منع من ذلك الجهة المسؤولة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إلا إذا دفنوه جبراً أو أجبروا على دفنه على تلك الحالة فيسقط الإثم عن الآخرين .
فإن علم أنه غسل في البلد الذي توفي فيه دفن ولا يعاد غسله ولو كان الذي غسله هناك غير مسلم. قال الشيخ زكريا الأنصاري في أسنى المطالب في الفقه الشافعي عند قول المؤلف (في باب غسل الميت ولو بلا نية) لأن القصد من غسله النظافة وهي لا تتوقف على نية، ولأنها إنما تشترط في سائر الأغسال على المغتسل لا الغاسل، والميت ليس من أهلها، ولو كان الغسل من كافر بناء على الأصح من عدم اشترط النية . انتهى
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم : 42887 ، والفتوى رقم : 14380 ، والفتوى رقم : 4003 .
والله أعلم .