الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن احتمال كون حمل المرأة الكبيرة في السن يولد معاقاً أو مشوهاً يمكن علاجه بكثرة الدعاء والاستعانة بالله في سلامته من ذلك والإكثار من الصدقات وأعمال البر، فإن الدعاء يرفع البلاء؛ كما يدل له دعاء القنوت في السنن وصحيح ابن حبان وفيه: وقنا شر ما قضيت. وفي الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء. رواه الترمذي، وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم وحسنه الألباني.
وبناء عليه فإنا ننصحكم بالحرص على الإنجاب نظرا لحرص الشارع على المكاثرة وحاجتك أنت للزيادة من الأولاد، إضافة إلى مشروعية العلاج بالدواء المباح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للأعراب الذين سألوه فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني والأرناوؤط.
وننبهك إلى أن من استخار يشرع له أن يعمل بما انشرح له صدره، وليس للرؤيا أي علاقة بالاستخارة ولا يترتب عليها أي حكم ولا أي عمل، وليس من الضروري أن تكون الرؤيا صادقة دائماً، وبالتالي فلا ينبغي أن تسبب الرؤيا تخوفا لك من الحمل، وننصحك باستشارة الأطباء الموثوق بهم، ومراجعتهم بعد الحمل لإعطائك الدواء المناسب دائماً والحفاظ على الأذكار الصباحية والمسائية والصلوات المفروضة.
والله أعلم.