الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على نيتك الحسنة وقصدك الطيب . ونسأله سبحانه وتعالى لك التوفيق والرشاد، وألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك إنه سميع مجيب . وأما ما عاهدت الله عليه وهو أن لا تنظري إلى رجل ولا تكلمي رجلاً فقد غلوت في ذلك، وكان الأولى أن تقيدي ذلك بالنظر الحرام والحديث الحرام . لأن النظر بغير شهوة إلى ما يجوز النظر إليه لا حرج فيه . وكذا الحديث مع الرجال للحاجة دون خضوع بالقول وتكسر فيه وشهوة معه لا إثم فيه كما بينا في الفتوى رقم : 55044 . ولكن حيث عاهدت الله تعالى على ذلك فإذا كان عهدك على سبيل النذر أو اليمين فكفارتهما كفارة يمين وهو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام . وقد اختلف أهل العلم في عهد الله هل هو يمين مطلقا أم لا، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم : 25974 ،
وينبغي للمسلم إذا أراد الالتزام حقاً أن لا يغلو في دينه ولا يتساهل فيه، فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الغلو في الدين فقال : لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ {المائدة: 77 } وقال صلى الله عليه وسلم : مه عليكم من الأعمال ما تطيقون . رواه البخاري، وقال : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهر أبقى . رواه أحمد وغيره . فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير، وكان بين ذلك قواماً ، فاستغفري الله تعالى مما وقعت فيه من نكث العهد، وإن كنت تويت النذر أو اليمين فعليك كفارة يمين ولا إثم عليك فيما اضطررت إليه أو وقع منك خطأ دون قصد كما في الحديث : عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه . صححه الألباني
ولكي تكوني ملتزمة حقاً فعليك أن تؤدي الفرائض وما وجب عليك أداؤه على أكمل وجه وأتمه، وتبتعدي عن جميع المعاصي وما نهيت عن قربانه، ثم تأتي من القربات والطاعات بعد ذلك ما تستطيعين ولا يشق عليك فعله ففي الحديث القدسي : وما تقرب إلىّ عبدي بأحب إلىّ مما افترضته عليه . رواه البخاري، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم . متفق عليه واللفظ لمسلم
وعليك بالحشمة والحياء والعفاف وصحبة من يعينك صحبتهن على الالتزام والبعد عن صديقات السوء . والله ولي التوفيق.
والله أعلم .