الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن البر بأمك أن تنصحيها برفق وتبيني لها الصواب إذا أخطأت، وأما أن تحرجيها أمام الناس وتضطريها إلى الدعاء عليك فإن ذلك يتنافى مع ما أوجبه الله لها عليك من الإحسان وخفض الجناح لها ومصاحبتها بالمعروف ولو كانت ظالمة، قال تعالى : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان : 14 ــ 15} وقال تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 24 ـ 23}
ولما جاء رجل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله : من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أبوك . رواه البخاري ومسلم .
واعلمي أن دعوة الوالد على ابنه مستجابة كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولك أن تراجعي في ذلك فتوانا رقم : 6807 .
فاحذري أن يصيبك دعاء أمك .
والله أعلم .