الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أول من توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته هي أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية القرشية، وهي ابنة عمته صلى الله عليه وسلم، أمها أميمة بنت عبد المطلب.
وكانت قبله عند زيد بن حارثة مولاه، وفي شأنها يقول الله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا {الأحزاب:37}، فقد زوجها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، وكانت رضي الله عنها تفتخر بذلك على سائر زوجاته أمهات المؤمنين، وتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه.
توفيت رضي الله عنها سنة عشرين بالمدينة وصلى عليها عمر رضي الله عنه.... وعند وفاتها أمر عمر ألا يخرج في جنازتها إلا ذو محرم، فقالت له أسماء بنت عميس: يا أمير المؤمنين؛ ألا أريك شيئاً رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشا وغشته ثوباً! فقال: ما أحسن هذا وأستره، فأمر مناديا فنادى أن اخرجوا على أمكم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته: أسرعكن لحوقا بي أطولكن يداً. رواه البخاري ومسلم.
قال الذهبي في السير: وإنما عنى طول يدها بالمعروف. فكانت رضي الله عنها سخيه كثيرة الصدقة والبذل وصلة الرحم.
والله أعلم.