الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الرد على سؤالك نريد أولاً أن ننبهك إلى أنه قد ورد فيما كتبته ألفاظ لا يجوز للمسلم أن ينطق بها ، وذلك مثل قولك : التدين لم يفدني للسعادة ، إنما زاد من تشاؤمي لكثرة ما واجهت من الابتلاءات المستمرة التي جعلتني أهرب من الدعاء والصلاة .
وكقولك : لا أستطيع أن أتفاءل بوجود شيء اسمه سعادة .
وقولك : لا أريد علاجاً دينياً ولا أدعية
وقولك : لا أريد أن أرجع للطاعات .. وغير ذلك من العبارات التي كتبتها .
فعليك أن تتوب إلى الله من هذه الألفاظ وتعلم أن الدنيا بكاملها لا تستحق كل ما ذكرته .
وللرد على السؤال نقول لك: إننا لا نملك المعجزات وليس لنا لعلاج ما سألت عنه إلا الأسباب التي قلت إنك لا تريدها ، والتي جرب أنها تصلح لعلاج مثل حالتك . فننصحك بأن تعرض حالتك أولاً على أحد الأخصائيين في الأمراض النفسية ، ثم اعلم أن من الأسباب التي يعالج بها العشق إشعار المرء نفسه باليأس من المعشوقة ، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه . فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافا شديداً فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون .
فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد عاجلة ، وما تمنعه من مصالح .
فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه إلى النفرة عنه . فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه وليطرح نفسه بين يديه على بابه ، مستغيثاً به متضرعاً متذللاً ، مستكيناً ، ولك أن تراجع في علاج العشق فتاوانا ذات الأرقام التالية : 27626 //9360 //35554 .
والله أعلم .