الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغيبة عرفها العلماء بأنها: ذكر الشخص أخاه بما يكره من العيوب وهي فيه، فإن لم تكن فيه فهو البهتان، كما في الحديث: قيل: ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.
والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدها كثير من العلماء من الكبائر، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتا، فقال: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ {الحجرات:12}.
وعليه فذكر الأحداث التي تحصل في حياة عائلتك لزوجك أو غيره، دون إساءة ولا انتقاص ولا شتم ولا ذم، وإنما مجرد ذكر أشياء قد حصلت لا يعتبر من الغيبة طالما أنه لا يحتوي إساءة لأي من المذكورين، وبالتالي فهو مباح.
ومع ذلك فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن شأن اللسان خطير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم. رواه البخاري.
وفي الحديث الذي رواه الترمذي وصححه: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه.... الحديث.، فالصواب -إذاً- هو التقليل من القصص ولو لم تكن فيها غيبة.
والله أعلم.