الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياة الزوجية بناؤها التفاهم والاحترام المتبادل، وأساسها السكن والمودة والرحمة، ودعامتها العشرة بالمعروف، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، وقال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (وأمسكوهن بمعروف)، وحتى في حال حصول الخلاف والكره، تجب المعاشرة بالمعروف قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
فلا يجوز للزوج إهانة زوجته وعليه أن يحسن معاملتها، وفي الحديث: لا يفرك (أي: لا يبغض) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.
وعليه أن يحسن تربية أولاده، فإنه مسؤول عنهم يوم القيامة، وينبغي للزوجة الصبر على زوجها واحتساب الأجر على ذلك من الله عز وجل على مصيبتها هذه ومحاولة الابتعاد عن كل ما يغضبه، وعلى كل حال فإذا كان الزوج يضر بزوجته فلها طلب الطلاق منه، فإن لم يستجب فلها أن ترفع أمرها إلى الجهة المختصة لترفع عنها الضرر بكفه هو عنه أو تطليقها عليه، ولكنا ننصح بالصبر والتغاضي والالتجاء إلى الله تعالى بالإصلاح والألفة.
والله أعلم.