الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قصة الإفك مذكورة في سورة النور وقد تولى كبرها وإشاعتها رئيس المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول وأعوانه، ولم يرد لها ذكر في سورة التوبة. وفي شأنها يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النــور:11}.
وقد سبق يبان حديثها بالتفصيل كما في صحيح البخاري وغيره في الفتوى رقم 30182.
وأما سورة التوبة فقد أفاضت في الحديث عن المنافقين وبيان مكرهم وخبثهم وسوء طويتهم.. وحذرت المسلمين مما يبطنون من العداوة للإسلام.
وأما عدم كتابة البسملة في المصحف عند بدايتها فإن سببه – كما قال أهل العلم – هو أن أول السورة نسخت تلاوته. وقيل: لأنها نزلت بالسيف والعذاب. والبسملة تقتضي الرحمة. وقيل: لأنها من سورة الأنفال. وقيل غير ذلك.
ولهذه الأسباب لم يكتب الصحابة البسملة عند بدايتها في المصحف ولم يقرأوا بها، وإنما تركوا فرجة أو بياضًا مقدار البسملة للدلالة على بداية السورة.
قال صاحب كشف العمى في رسم القرآن:
وأسقطت بالاتفاق البسملهْ في الخط واللفظ لدى المنكِّلَهْ
والخلف هل تعزى إلى الكمال أو هي بعض سورة الأنفـال
وأُُثْبِتَتْ للقولتين الحُجُّــهْ بحذف رسمها وترك الفرجـهْ
والله أعلم.