الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى الأخ السائل هدانا الله وإياه أولاً: أن يتوب إلى الله تعالى من هذه العلاقة المحرمة وإن كان لم يصل فيها إلى فعل الكبائر، فهي علاقة محرمة ومع امرأة ذات زوج والعلاقة مع المتزوجة أعظم إثمًا من العلاقة مع غيرها. وانظر الفتوى رقم: 30425.
ثانيًا: أن يتوب إلى الله من اليمين الغموس وهي الحلف بالله تعالى على أمر يعلم أنه غير صادق فيه، وهي من الكبائر أيضًا وأكثر أهل العلم على أنه لا يجب فيها إلا التوبة إلى الله تعالى، ويرى بعضهم أن فيها الكفارة مع التوبة. وانظر الفتوى رقم: 9714.
ثم إن نية الأخ السائل في حلفه أنه لا يعرف شيئًا عن هذه المرأة قد تقبل ولا يحنث في هذا الشطر من اليمين؛ لأن اليمين على نية الحالف إذا لم يتعلق بها حق للغير.
لكنه حنث في حلفه أنه لا علاقة له بها وقد علم أن له بها علاقة كما صرح بذلك. وخلاصة القول أن الواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وتبتعد عن هذه المرأة، وتتوب إليه من الحلف على الكذب، فإذا تبت إلى الله تعالى وتجنبت هذه المرأة وقطعت العلاقة فإن الله يقبل توبتك، فإن باب التوبة مفتوح، ومن تاب تاب الله عليه، ولكن الحذر ثم الحذر من أن تعود إلى مثل هذه العلاقات المشينة المحرمة. واحذر بعد هذا من أن تتجرأ على الله تعالى وتحلف به على أمر تعلم أنه غير واقع فاتق الله تعالى في نفسك.
والله أعلم.