الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا أن دعاء الوالد على ولده بغير حق لا يجوز وذلك في الفتوى رقم: 44804. ولا يستجاب له لما فيه من ظلم وبغي وإثم، وانظر أيضًا الفتوى رقم: 55334.
ولتعلموا أن تجاوز الأب وظلمه للابن لا يبيح عقوقه وإساءة الأدب عليه، بل ينصح بلطف وحكمة ولين ويصحب بمعروف. وليس من عقوقه نصحه وبيان الحق له، كما بينا في الفتوى رقم: 1042، ولكن يجب بره والإحسان إليه وإن أساء، وانظر الفتوى رقم: 5339. والذي نراه وننصحكما به أنت وأخوك أن تبرا أباكما وتحسنا إليه ولا يضركما إساءته، ولا يضركما دعاؤه ما دمتما توفيانه حقه في بره وصلته والإحسان إليه.
وأما ما قامت به خالتك من تلبيسها التهم بأخيك لئلا يغضب عليها والدك فهو خطأ عظيم وإثم مبين - إن كان الأمر كما ذكرت - لما فيه من رمي المؤمن بغير ما اكتسب، وقد قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}. فعليها أن تتوب إلى الله من ذلك وتخبر والدك بالحقيقة، وتعترف له بالحقيقة، وأنها ظلمت أخاك وأنه بريء مما رمته به، كما فعلت امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام لما قالت: أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ {يوسف:51-53}.
والله أعلم.