الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كثرة الحلف مذمومة بصفة عامة. قال الله تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة:224}، وقال تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ {القلم:10}. ويتأكد النهي إذا كان الحلف بالطلاق أو بغير الله تعالى، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم.
ولهذا قال بعض أهل العلم:
وكثرة الحلف بالطلاق * فسق وعيب موجب الفراق
كما أن الضرر البين من الزوج لزوجته كالشتم والأذية بالكلام البذيء يُطَلَّق به، قال خليل في مختصره: ولها التطليق بالضرر البين، ولو لم تشهد البينة بتكرره.
وانطلاقا مما ذكر، فإن كنت ترغبين في البقاء مع زوجك، فانصحيه بالابتعاد عما ذكرتِه من سوء معاملتك وكثرة الحلف بالطلاق، وعامليه بلطف واحترام كما يريد، فإن ذلك أدعى لأن يعاملك معاملة حسنة.
وإن كنت لا ترغبين في البقاء معه، فلك أن ترفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية وتطلبين الطلاق منه، اعتمادا على ما ذكرناه من النصوص.
والله أعلم.