الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تقدم في الفتوى رقم : 6565 ، أنه لايجوز الاستئجار على الإمامة سواء كان ذلك في صلاة الفرض أو النفل ومنه التراويح إلا إذا كان الشخص موظفا من قبل الحاكم فيعطى رزقاً من الأموال العامة . لكن إذا كان الشخص يصلي بالناس التراويح أوغيرها ثم أعطاه أحد شيئاً من غير أن يسأله فلا حرج عليه في أخذه .
هذا وقد كره أهل العلم السؤال في المسجد وشدد بعضهم في ذلك فقال: لا يعطى السائل ، واستثنى بعضهم المسكين ومن سأل له الخطيب أو الإمام ، وانظر الفتوى رقم : 28802 , والفتوى رقم : 55454 .
وإذا كان السؤال في المسجد مكروها فلا شك أنه من إمام المسجد أشد كراهة وقبحا إن كان يسأل لنفسه؛ لأنه غالباً يكون قدوة للآخرين لكونه مظنة للخير وهو الذي يفترض أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في المسجد ومنه التسول في المسجد لغير حاجة ملحة حسبما ذكرنا في الفتوى الأخيرة المشار إليها .
وخلاصة القول أن على الإمام المذكور أن يتحلى بأخلاق الأئمة من التقوى والعفاف والصبر، وأن يكون قدوة خير وينزه المسجد عن مثل هذه الأمور ولا يعود لسؤال الناس وجمع المال منهم مقابل صلاته التراويح بهم، فإن أهدى له أحد هدية عن طيب نفس فلا بأس بأخذها، والأحسن أن يكون ذلك خارج المسجد .
والله أعلم .