الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يتحرى في طعامه الحلال الطيب، وأن يتجنب الخبيث المحرم، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا {المؤمنون: 51}.
وقال تعالى: كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ {البقرة: 57}. وقال: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ{الأنعام: 121}. والأصل في الذبائح الحرمة، قال ابن القيم: الأصل في الذبائح التحريم. اهـ.
وعليه، فإذا كنت قد أكلت لحوم حيوانات قد ذكيت بطريقة تخالف الذكاة الشرعية، فقد أكلت محرما وارتكبت بذلك إثما يلزمك منه التوبة والاستغفار، وكان عليك أن تطلب غير هذا الغذاء، أو الأكل من الأسماك والخضروات ونحوها.
لكن هذا كله هو على تقدير أن بإمكانك إيجاد بديل عما يقدم لك من الطعام، وأما إذا كنت لا تجد بديلا غيره، وكنت مضطرا لأكله فلا حرج عليك، لقول الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119].
وسواء في هذا ما كنت قد أكلته في المستشفى الأول، وما صاروا يقدمونه لك في المكان الثاني، لأن مدار الإباحة هو على حصول الاضطرار.
ثم إن ما تفعله من التسمية قبل الأكل هو الذي وردت به السنة، ففي الحديث الشريف: يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك". رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن أبي سلمة. كما أن الاستغفار مطلوب من المسلم في جميع حالاته، لكننا نريد أن ننبه إلى أن التسمية والاستغفار لا يبيحان شيئا محرما.
والله أعلم.