الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التعدد مباح في الأصل لمن آنس من نفسه العدل ولم يخف من الجور ، وأما من خشي عدم العدل فعليه بواحدة كما قال تعالى : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا {النساء:3} والمباح يعرفه أهل العلم : بأنه ما خُيِّر المكلف بين فعله وتركه ، وقيل: ما ليس في فعله ثواب وليس في تركه عقاب لذاته .
وعليه.. فلا يحرم عليك مقاومة رغبتك في الزواج بأخرى ما دمت لا تخشى الوقوع في الحرام فيما لو لم تتزوج الثانية ، لأنك إنما تترك مباحاً، بل قد تثاب على ذلك إذا احتسبت الأجر ، وصبرت على فوات ما ترغب فيه حفاظاً على مشاعر زوجتك ، ولا يقال لمن ترك المباح أنه حرم ما أحل الله ، وإنما يقال ذلك لمن ترك المباح تعبداً .
والله أعلم .