الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أبيك من أنه كان مواظباً على الصلوات الخمس وخصوصاً صلاة الفجر، وأنه كان لا يغتاب أو يعادي أحداً، وأنه كان مسالماً جداً، وأنه كان نادراً ما يتكلم في أي موضوع، وأنه كان ممتاز العلاقة مع أمك، وأنه قد حج كلها أمور تبعث على الارتياح وعدم القلق عليه.
وما ذكرته عنه من التدخين معصية يمكن أن تغفر له تفضلاً من الله، لأن الله تعالى قال : إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء {النساء:48}، وإذا لم تغفر له فإنها على كل حال لا تمنعه من دخول الجنة إذا لم يكن قد ختم له بالشرك، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل وقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ فقال: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار.
وعلى أية حال فاعلم أن خلو أبيك عما ذكرته من العلامات ليس دليلاً على سوء حاله، فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم في غير الجمعة، ونسأل الله أن يرحم والدك ويتقبله في فسيح جنته، فهو أكرم الأكرمين، ورحمته وسعت كل شيء، وعفوه يغلب غضبه سبحانه وتعالى.
والله أعلم.