الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لوالدك الهداية والتوفيق لما فيه الخير والنفع ، وجزاك الله خيراً على نصيحتك له بالمعروف ، وحرصك على دينه الذي هو أغلى وأثمن من أموال الدنيا كلها، بل أغلى من الدنيا وما فيها .
ونصيحتنا لك أيها الأخ الفاضل أن تستمر في نصح أبيك وتوجيهه إلى ماينفعه وتحذيره مما يضره، ويكون ذلك كله بحكمة ورفق وأدب واحترام؛ لأنه أدعى إلى استجابته وتقبله للحق، إضافة إلى كون ذلك في حق الوالد على كل حال. والواجب على والدك أن يستمع إلى النصح وأن يذعن لفتاوى العلماء الثقات الذين اشتهروا بالعلم والتقوى ، ومما أفتى به العلماء بالاتفاق حرمة المساهمة في البنوك الربوية ، فمن أقدم عليها مع علمه بالحرمة فهو آثم ، ومن لم يعلم بحرمتها فالمرجو من الله تعالى أن يرفع عنه الإثم ، لكن يجب عليه في الحالتين أن يرد هذه الأسهم إلى الجهة التي اشتراها منها لأن عقد شرائها باطل ، والبطلان في العقود يوجب عدم ترتب الأثر المقصود من العقد ، فإن قبل البنك استرداد أسهمه فالحمد لله ، وإن لم يقبل لم يجز بيعها لغيره لأنها أسهم محرمة ومن شروط المبيع أن يكون مباحاً ، ولما في بيعها للغير من الإعانة على الإثم والعدوان وراجع لمعرفة هذا التفصيل الفتوى رقم : 35470 . ومن هذا يتبين لك أنه لا يجوز بيعها لغير البنك سواء كان ذلك لزواجك أو لغيره . فإن قبل البنك استرداد أسهمه لم يجز لوالدك أن يحصل على أكثر من المال الذي دفعه، ويتخلص من الزائد بإنفاقه في سبيل الخير ووجوه البر من منافع المسلمين ومصالحهم. وراجع للفائدة الفتويين رقم : 12030 ، 45865 .
والله أعلم .