الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصور الفوتوغرافية مختلف في حكمها بين أهل العلم، وقد بينا ذلك من قبل فلك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 10888.
ويتأكد تحريم النظر إلى الصور إذا كانت تبدي شيئا مما لا يحل النظر إليه كعورات النساء ونحوها.
ولكن من قواعد الشرع أن المصالح إذا اجتمعت مع المفاسد عُمل بالراجحة منها ونُفيت المرجوحة. قال العز بن عبد السلام: إذا اجتمعت مصالح ومفاسد فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك... وإن تعذر الدرء والتحصيل فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة... وإن كانت المصلحة أعظم من المفسدة حصلنا المصلحة مع التزام المفسدة, وإن استوت المصالح والمفاسد فقد يتخير بينهما وقد يتوقف فيهما, وقد يقع الاختلاف في تفاوت المفاسد.
وعليه، فإذا كانت التحليلات التي تقوم بها تجلب من المصالح ما يترجح على ما تحويه من المفاسد، كأن تكون وسيلة إلى القبض على المجرمين، أو التخفيف من الجرائم ونحو ذلك فلا حرج في ممارسة ذلك العمل.