الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن قرار أهلك برفض الشاب صاحب الدين والخلق غير صحيح وسبق بيانه في الفتوى رقم : 9728، وفي المقابل فإن قرارك الامتناع عن الزواج قرار غير صحيح ، فإن الزواج سنة الله في الحياة، ويكون واجباً إذا خاف المسلم على نفسه أن يقع في محظور ، فينبغي لك المحاولة وعدم اليأس من موافقة أهلك على ذلك الشاب الذي ترضينه ، فإن تعذرت موافقتهم ويئست منها فاعلمي أن الرجال كثير وما أحببت في ذلك الرجل من الصفات ففي غيره مثلها وربما خير منها ، ثم اعلمي أن الله سبحانه هو العالم بما يصلح للعبد فثقي به سبحانه وارضي بما قدر ، فربما كان الخير فيما تكرهين وكان الشر فيما تحبين قال تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216 }
فينبغي لك الرجوع عن هذا القرار ومحاولة نسيان الشاب ، والنظر إلى المستقبل ودعاء الله عزوجل أن يرزقك الزوج الصالح .
وأما شعورك بأنك ستظلمين زوجك لكونك تحبين غيره ، نقول : إن الأمور القلبية لا يؤاخذ عليها الإنسان ، فإذا اتقيت الله في زوجك وأديت ما يجب له عليك بحسب استطاعتك ، وحفظته في نفسك فلم تتكلمي ولم تعملي بما في قلبك من حب ذاك الرجل ، فلا تؤاخذين لمجرد الشعور القلبي والذي هو من حديث النفس الذي عفي عن هذه الأمة ، ولا يعد من الخيانة شريطة عدم الاسترسال في التفكير في ذلك الرجل ، بل كلما خطر على بالك حاولت دفع ذلك الخاطر والانشغال عنه ، مع دعاء الله عز وجل أن يصرف قلبك عنه ويحبب إليك زوجك .
والله أعلم .