الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قولك هل يقبل الله توبتي، نقول فمن يحول بينك وبين التوبة؟ فباب التوبة مفتوح، لكن اعلمي أن من شروط التوبة الندم على فعل المعصية، والندم يأتي من خلال استشعار عظم الذنب وعظمة من عصيت سبحانه، فعليك أن تستشعري أن ما فعلته عظيم، فقد حرم الله الزنا ونهى عن الاقتراب منه، وجعل ذلك من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وهو مع المحارم أشنع وإثمه أشد وعقوبته أعظم، قال ابن حجر في الزواجر: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. انتهى.
وأما من عصيت فهو العظيم سبحانه، وقد قال بعض العارفين: لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وهو سبحانه مطلع على حركاتك وسكناتك وخطراتك ولحظاتك يحصي ذلك عليك ثم إليه إيابك وعليه حسابك، ومع ذلك فإنه سبحانه غفور رحيم، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، يفرح بتوبة عبده ويقبلها منه ويغفر له ذنبه ويمحه من صحيفته، بل ويبدل سيئاته حسنات، قال سبحانه: أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. وقال صلى الله عليه وسلم: والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة.... رواه البخاري ومسلم.
وقال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا.
أما قولك ما العمل مع هذا الخال؟ نقول: أما وقد وصل بكما الحال إلى هذا الحد، فعليك أن تبتعدي عنه فلا يرينك، ولا يخلون بك، سدا لذريعة الوقوع في الفاحشة التي ستفسد عليك دينك ودنياك، عصمك الله من ذلك.
والمتوجب عليك فعله هو التوبة إلى الله سبحانه بشروطها من ندم وإقلاع عن الذنب وعزم على عدم العودة إليه، وانظري شروط التوبة النصوح في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9694، 5450، 29785.
والله أعلم.