الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في الفتوى رقم : 57974 ، أنه لا ينبغي إساءة الظن في المسلم لمجرد أنه له مال لم يطلع على مصدره ، وقد قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12 } ولا يرفع ذلك الإثم كلام الناس وحديثهم فقد قال صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع . رواه مسلم
وإذا كان الوارث لا يدري من أين اكتسب مورثه المال فهو حلال له لأنه محمول على الأصل ، ولا يجب عليه البحث والتنقيب عن مصدره ، قال النووي في المجموع: من ورث مالاً ولم يعلم من أين كسبه مورثه أمن حلال أم من حرام ، ولم تكن علامة فهو حلال بإجماع العلماء ، فإن علم أن فيه حراماً وشك في قدره أخرج قدر الحرام بالاجتهاد. انتهى
وأما إن كان يعلم حرمة المال لكونه أخذ بطريق الحرام فإن موت المورث لا يطيبه للوارث كما بينا في الفتوى رقم : 9616 . وأما ما ذكرت عن الشيخ الشعراوي فلم نقف عليه، ولكن الصواب ما ذكرناه عن أهل العلم ، فإذا لم تكن لك بينة على أن جميع ماله حرام أو أغلبه فلا حرج عليك ولا عليه في عمل الزفاف وتجهيز الفرح منه ولا ينبغي التنطع في ذلك .
والله أعلم .