الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي الكريم أن ما تقوم به هو الخير والصواب، وما يقوم به إخوانك هو القطيعة، وفي الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: " لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. أي: فكأنما تطعمهم الرماد الحار.
وأنت راجع بالخير والثواب، وهم راجعون بالإثم والعقاب، فلماذا تحزن وأنت بعملك هذا ترضي ربك وتطيع أمك، وأي شيء أحسن من هذا، فدم على ما أنت عليه من الخير، وقم بنصحهم وتذكيرهم بالله تعالى، وبفضل صلة الرحم وحسن الخلق وحب الخير للغير، فلعل الله تعالى يكتب هدايتهم على يديك . وأما قطعك العلاقة بهم فإنها ستقطع عنك الخير الذي تحصل عليه من جهتين:
الجهة الأولى: صلة الرحم التي تقوم بها .
الجهة الثانية : صبرك على جفائهم وقطيعتهم. وفقك الله لكل خير، وأصلح لك إخوانك.
والله أعلم.