الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يثبتك على الاستعصام والعفة، وقدوتك في ذلك نبي الله يوسف عليه السلام، الذي استعصم من الوقوع في الفاحشة، فرفع الله قدره وجعل له العاقبة، إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، قال الله تعالى على لسانه عليه السلام: قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {يوسف:23}، ودعا ربه واستعان به على أن يصرف عنه كيد النساء، وفضل السجن على الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ* فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {يوسف:33-34}، فادع الله أن يصرف عنك كيد النساء، وعليك اجتنابهن ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
وأما عن الكذب في إخبارك لهن بأنك متزوج، فلا بأس به إن تعين وسيلة لإبعادهن عنك، وخير منه التورية بأن توري بكلام يفهم منه السامع أنك متزوج، دون أن تقصد الزواج.
وأما عن الزواج فينبغي لك أن تجتهد في إقناع والديك بأهمية الزواج، وخاصة مع وجود القدرة، وأن الزواج ليس عائقاً عن إكمال الدراسة مع ما فيه من الخير، والحفظ عن الوقوع في الحرام، فإن أصرا على موقفهما، وخشيت على نفسك الوقوع في الحرام، فلك الزواج وإن لم يرضيا بذلك، وانظر الفتوى رقم: 18668.
وننبهك إلى أن جواز الإقامة في ديار الكفار مشروطة بأمن المسلم على دينه، فإن كان لا يأمن على دينه وجبت عليه الهجرة فأرض الله واسعة، ولن يعدم المسلم الصادق فيها ملاذاً.
والله أعلم.