الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن نظر الرجل إلى النساء الأجنبيات أمر محرم، ومخالف لما أرشد الله تعالى إليه من غض البصر، والذي هو من شأن أهل الإيمان، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، والاسترسال في النظر إلى النساء دليل على ضعف إيمان صاحبه.
فإذا كان زوجك على ما ذكرت من نظره إلى النساء الأجنبيات، فهو بذلك قد أساء، ولكن مع ذلك نوصيك بالصبر عليه والاستمرار في نصحه وتذكيره بالله تعالى وبسوء عاقبة هذا الفعل، وأنه قد يجر إلى ما هو أعظم منه، و ينبغي أن تذكريه بأن يتقي الله تعالى إذا أراد أن يحفظه لله في زوجته وبناته، كما قال الله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا {النساء:9}.
وأما أن تطلبي منه الطلاق لمجرد حصول هذا الفعل منه فلا يجوز، ما دام الأمر لم يصل به إلى حد الوقوع في الفاحشة، روى أبو داود وغيره عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. ولا يجوز لك التقصير في حقوقه عليك لكونه يرتكب هذه المعصية.
ونوصيك بأن تغلقي أبواب الشيطان إلى نفسك، فلعله يريد (أي الشيطان) أن يشتت أسرتك ويفرق بينك وبين زوجك باستغلاله هذه المخالفة التي تحدث من زوجك، ولا شك أن في تشتت الأسرة وحصول الطلاق ضياعاً للعيال.
والله أعلم.