الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمفتى به في موقعنا هو ما يقتضيه الكتاب والسنة والإجماع وقياس أهل العلم، وإذا وجد في مسألة تعارض بين الأدلة، فإننا نفتي بالراجح فيها والأقوى دليلاً، وليس لنا منهج متشدد، وإنما نفتي بما أرانا الله أنه هو الصواب.
ثم إن مواكبة التطورات التكنولوجية والاقتصادية، لا تقتضي بالضرورة الاستماع إلى الأغاني المحرمة أو متابعة المسلسلات الإباحية الخليعة أو سرقة البرامج ونحو ذلك، وإنما تلك انتكاسة في الأخلاق، وانقلاب في المفاهيم، وتبعية وتقليد من المسلمين لغيرهم، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟. رواه البخاري.
والمسلم إن كان محاطا بالمحرمات وحيثما ذهب وجد الموسيقى، فواجبه أن يفعل من تجنبها ما في وسعه، وليس مأموراً بما لا يطيقه، قال الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، وقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، وقال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.
وشريعة الإسلام مبنية على اليسر والسماحة، وليس فيها شيء من الحرج.
والله أعلم.