الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اهتم الإسلام بالحياة الزوجية وحرص على المحافظة على رابطتها على أحسن حال من المودة والتراحم فشرع لذلك من الآداب والمبادئ ما هو كفيل بتحقيق هذا الغرض، فأمر بحسن العشرة بين الزوجين، وأن يعرف كل منهما للآخر مكانته ويؤدي إليه حقوقه، قال الله سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}
فالذي نوصيك به وزوجك أن يسود بينكما الاحترام المتبادل والتفاهم فيما قد يطرأ من مشكلات، والحرص على التغاضي عن الزلات التي قد لا يخلو منها أحد من الأزواج، وينبغي الإكثار من دعاء الله تعالى أن يصلح بينكما، ثم بذل الأسباب بالسعي إلى تحكيم أهل الفضل والخير والعقلاء من الناس، ويكفي تحكيم أي من هؤلاء دن تعليق الأمر بلجنة التحكيم إذ قد لا يتيسر أمر الاتصال بهم أو الحصول عليهم، ونذكر بأن مما يعين في أمر الإصلاح تنازل كل من الطرفين وعفوه عما سبق من الآخر تجاهه من أخطاء، وينبغي تحكيم العقل والنظر في مصلحة الأسرة خاصة وقد جعل الله تعالى بينكما هذا الولد، فالواجب الحذر من أن يكون ضحية للشقاق بينكما.
وننبه إلى الآتي:
أولا: أن ضرب الزوج زوجته لغير مسوغ شرعي ودون مرعاة الضوابط الشرعية في ذلك لا يجوز، وأما إذا وجد مسوغ شرعي كنشوز ونحوه فيجوز له ضربها ضرب تأديب غير مبرح عند الحاجة إليه إن كان سيفيد، وبشرط استكمال ما قبله من مراحل التأديب.
ثانيا: أنه لا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها بغير إذنه إلا لضرورة لدفع ضرر عن نفسها ونحو ذلك، فإن لم يوجد ما يبيح لك الخروج من بيت زوجك فالواجب عليك الرجوع إليه إلا أن يأذن لك بالخروج.
ثالثا: أن اتهام المسلم بما يسوء من غير بينة لا يجوز، فالواجب نصح زوجك بعد الإقدام على اتهامك لأن الغالب أن تكون عاقبة هذا الفعل الندم.
رابعا: ليس لأخيك الحق في أن يأمر زوجك بطلاقك، وينبغي أن ينصح بأن يتقي الله، فلا يسعى لتفريق الزوجة عن زوجها.
والله أعلم.