الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للوالدين حقا عظيما على ولدهما، لا يستطيع أداءه مهما فعل، ولا رده مهما بذل، وقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه رأى في طوافه رجلاً يطوف حاملاً أمه وهو يقول: إني لها بعيرها المذلل. إن ذعرت ركابها لم أذعر، أحملها وما حملتني أكثر، أو قال: أطول، أتراني جزيتها يا ابن عمر؟ فقال: لا، ولا زفرة واحدة.
فيجب على الولد بر والديه وصلتهما بالمال وغيره، ولا يجب عليه النفقة عليهما إذا كانا غير محتاجين، لكن ينبغي له أن يصلهما بما يقدر عليه من المال بحيث لا يضر به ولا يشق عليه، وإذا كانا ينفقان الأموال في ما لا تدعو له الحاجة فلينصحهما، ويخبرهما أنه بحاجة إلى المال، لبناء مسكن، ولا يلزمه إعطاؤهما ما أرادا، وليتلطف بهما، ويمكن التورية عليهما بأن يضع المال عند من يثق به، ويخبر والده أنه ليس عنده مال من باب التورية.
والله أعلم.