الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى هذا الحديث أبو يعلى في مسنده، والخليلي في مشيخته، والرافعي وهو حديث غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الألباني عنه في السلسلة الضعيفة وضعيف الترغيب والترهيب: ضعيف جدا. وصدره المنذري في الترغيب والترهيب بقوله: روي. وهي من صيغ التضعيف عنده. وقال عنه حسين أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى: إسناده تالف.
ورواه مختصرا دون ذكر "أربع وعشرون ساعة" ابن عدي في الكامل في الضعفاء، وابن حبان في الضعفاء والبيهقي في الشعب وأبو يعلى وهو أيضا حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال عنه الدارقطني في العلل: والحديث غير ثابت. ونقل كلام الدارقطني العراقي في تخريج الإحياء وأقره وقال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة: منكر. والذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله: يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر. رواه أبو داود والنسائي والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال المنذري في الترغيب والترهيب عقب كلام الحاكم: وهو كما قال. وصححه الألباني.
وأما شق السؤال الثاني: فإن تقسيم الليل والنهار إلى أربع وعشرين ساعة كان معروفا عند السلف وفيه آثار عن الصحابة والتابعين تفيد ذلك. والحديث الصحيح السابق يدل على ذلك أيضا، فقد قال ابن حجر في فتح الباري في تعريف الساعة: في عرف أهل الميقات جزء من أربعة وعشرين جزءا من اليوم والليلة، وثبت مثله في حديث جابر رفعه يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة. انتهى. وذلك لأن اليوم والليلة إذا اعتدلا تساويا.
قال ابن منظور في لسان العرب: الليل والنهار معا أربع وعشرون ساعة وإذا اعتدلا فكل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة.
وقال الشوكاني في فتح القدير: واليوم يتحصل من ساعات معلومة هي أربع وعشرون ساعة لليل والنهار، قد يكون لكل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة في أيام الاستواء ويزيد أحدهما على الآخر في أيام الزيادة وأيام النقصان.
والله أعلم.