خطيبي يعمل في البنك - هل أوافق على الارتباط به

18-2-2001 | إسلام ويب

السؤال:
أخت منقبة تقدم لها خاطب يعمل بالبنك وهي تسأل هل يجوز لها الارتباط به وهو في هذا العمل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
فإذا كان الرجل يعمل في بنك ملتزم بالأحكام الشرعية في معاملاته فلا حرج في الزواج ‏منه،‏وأما إذا كان البنك غير ملتزم بالأحكام الشرعية في معاملاته، فإن العمل فيه لا يجوز ‏أصلاً، لما يترتب على ذلك من التعاون معه على عملياته غير الشرعية من ربا وغيره، ‏وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن آكل الربا ‏وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. كما في صحيح مسلم.‏
‏ وعلى ذلك فالراتب الذي يتقاضاه العامل في مثل هذا البنك ليس كسباً طيباً إضافة إلى ‏أنه في الغالب ناتج ربوي،‏ ومن ثم نقول لهذه الأخت: إنه إذا كان خاطبها بهذه الصفة، فإن عليها أولاً أن تشرط ‏عليه ترك العمل المحرم، وتبين له خطورة الاستمرار فيه عليه وعلى مستقبله ومستقبل ‏أسرته، إذا كانت له أسرة، لأنه سيكون مطعم الجميع، ولا يخفى ما في ذلك من التعرض ‏لسخط الله في الدنيا، وعذابه في الأخرى، وانتزاع البركة، وعدم استجابة الدعاء.‏
‏ ولتبين له أنه إذا ترك هذا العمل المحرم اتقاء لله تعالى وتصديقاً بوعده، وطلب الكسب من ‏حله فإن الله تعالى سيعوضه بأفضل مما هو فيه الآن، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ويبارك ‏له فيما آتاه، ذلك وعد الله ولا يخلف الله وعده، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2 - 3}.

فإن قبل هذه الشروط واستجاب لهذه النصيحة؛ فلتبادر ‏إلى الزواج منه، فإنه رجل خير، وإن أعرض عن ذلك، فلا تتزوج منه، لأن آكل الربا في ‏خطر عظيم - كما تقدم - ولأنه سيطعمها وولدها من كسب محرم.

والله أعلم.‏

www.islamweb.net