الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن بر الوالدين وطلب رضاهما من أعظم القربات وأجل الطاعات ، فمهما أمكن المسلم بر والديه كليهما وكسب رضاهما فهو أفضل، وتراجع الفتوى رقم : 4296 ، فإذا كانت لديك رغبة في الزواج من هذه الفتاة مع تحقيق رغبة أمك فافعل ولا حرج عليك في ذلك ، وينبغي أن تسعى في إقناع والدك بالموافقة على زواجك منها ، وأن تكثر من دعاء الله تعالى أن يوفقك إلى إقناعه ، ولا بأس بأن تستعين بكل من له وجاهة عنده من أهل الفضل والخير والعقلاء ، فإن اقتنع فالحمد لله ، وإن أصر على الرفض فالواجب عليك طاعة أمك ، لأن حق الأم مقدم في البر على حق الأب على الراجح من أقوال أهل العلم ، وتراجع الفتوى رقم : 27653 ، وأما إذا لم تكن لديك رغبة في الزواج من هذه الفتاة فلا تلزمك طاعة أمك ، إذ لو وجد شيء من الضرر من ذلك فهو واقع عليك ، ومع هذا ينبغي أن تحاول إقناعها بكل سبيل مشروع ، فإن اقتنعت فبها ونعمت ، وإلا فلا إثم عليك في مخالفة أمرها ، خاصة مع عدم رغبة والدك في إتمام هذا الزواج .
وننبه إلى أن ما يحس به المرء في نفسه من إقدام أو تردد بعد الاستخارة ليس دليلاً قطعياً على الإقدام على الفعل أو الإحجام عنه وإنما يستأنس بذلك فقط ، وعليه فلا بأس بالإقدام ولو حصل شيء من التردد قبل الإقدام على الفعل لأن من استخار استخارة صادقة لن يحصل له في عاقبة الأمر إلا خير ، وتراجع الفتوى رقم : 19343 .
والله أعلم .