الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت في حرصك على الزواج من صاحب الدين والخلق، فهو الأحرى بأن يحفظ للمرأة دينها، وأن يرعى لها حقها، والزواج من الشعائر العظيمة التي يهدف الشارع منها إلى مقاصد نبيلة، ومنها إعفاف النفس وتكثير النسل وغيرهما، فينبغي للمسلم المبادرة إليه ما أمكن، فإذا تقدم للمرأة صاحب الدين والخلق فينبغي أن ترضى به زوجاً إن لم يكن ثم عذر شرعي يسوغ رفضه، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. ولا حرج في ترك الزواج للرجل أو المرأة ما لم يخش الوقوع في الحرام، وعليه فلا حرج على الأخت في رد من خطبها لا سيما إذا كانت بحاجة للعمل، وردت الخاطب لكونه لم يسمح لها بالعمل المباح، ولا يتوجه إليها الذم.
إلا أنه لا ينبغي أن يستمر الأمر على هذا الحال دون البحث عن حل، وينبغي أن تصارحي أخاك وتحثيه على البحث عن عمل، بحيث يتمكن من مساعدة أمه والإنفاق عليها، وننبه إلى أن هنالك ضوابط لعمل المرأة تجب مراعاتها، وتراجع هذه الضوابط في الفتوى رقم: 3859.
والله أعلم.