الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان سفرك المذكور سفرا مباحا وليس سفر معصية فيجوز لك الفطر؛ لكن يجب عليك قضاء ما أفطرته سواء كان يوما واحدا أو أكثر. قال تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة: 184}. وراجع الفتوى رقم :6386
وإذا كان فطرك في أيام أخرى لم يكن لعذر شرعي فقد ارتكبت معصية عظيمة، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة وتكثر من الاستغفار، وعليك القضاء فقط إذا كان فطرك بغير جماع عند أكثر أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 43185.
وإذا شككت في عدد الأيام التي أفطرتها فاقض حتى يغلب على ظنك براءة الذمة. وراجع الفتوى رقم:33797.
واعلم أن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز وربح، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها. قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5}. وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59}.
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من تضييعك للصلاة بالنوم عليها، واقض عددا من الصلوات حتى يغلب على ظنك براءة الذمة احتياطا. وراجع الفتوى رقم :10741، والفتوى رقم:35380.
وكثرة النوم في نهار رمضان مكروه لما يترتب عليه من فوات الأعمال الصالحة، ومجرد كثرة النوم لا تأثير له على صحة الصوم. وراجع الفتوى رقم: 32968، والفتوى: 41323.
وعليك التقيد برؤية الهلال في البلد الذي استهل رمضان وأنت فيه على الراجح من أقوال أهل العلم، فإذا كان هذا البلد بعيدا عن السعودية بحيث يحصل بينهما اختلاف في المطالع وكانت رؤية هلال شوال في السعودية متقدمة على الرؤية في بلدك بيوم مثلا وأفطرت مع السعودية فعليك قضاء يوم، وراجع الأجوبة التالية أرقامها: 6636، 54556، 40690.
والله أعلم.