الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، فقد دلت هذه الآية على تحريم معاونة أي جهة يكون نشاطها في مجال لا يرضي الله تعالى، وبما أن أنشطة هذه الشركة هي تنظيم حفلات موسيقية وحفلات رأس السنة التي يقدم فيها الخمر، وتكون فيها راقصات وغير ذلك مما هو محرم شرعاً، فإنه لا يجوز العمل فيها ولو في مجال المحاسبة، لأن ذلك نوع من العون لها.
ولكن ما ذكرته من العيال إذا كنت به مضطراً إلى هذا العمل، وكان هو الفرصة الوحيدة المتاحة لك، فإن من قواعد الشرع أن الضرورات تبيح المحظورات، قال الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة:173}، وقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، والضرورة تقدر بقدرها ومتى زالت بوجود فرصة أخرى أو حل آخر، عاد الأمر إلى الحرمة ووجب ترك العمل.
والله أعلم.