الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الصلاة أمرها عظيم وهي صلة بين العبد وخالقه ، تنفرج بها الهموم، وتستجلب بها الأرزاق، وتدفع بها الآفات والمصائب الملمات ، ولقد كان من عظيم شأنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا حزبه أمر صلى . رواه أبو داود
حتى ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : جعلت قرة عيني في الصلاة . رواه أحمد وهو صحيح عن أنس رضي الله عنه .
ولا شك أخي الكريم أن المحافظ على الصلاة على وقتها والذي يتأهب لها ويستعد قبل وقتها ويحرص على عدم فوات جزء منها ، لا شك أن هذا ينتفع بصلاته ، وتظهر آثارها على جوارحه وسلوكه ، فتعظيمه لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام ومعرفة حق الله فيه دليل لتعظيمه أوامر الله والبعد عن نواهيه ، وكذلك من تهاون بهذا الركن العظيم ففي ذلك دليل على أنه فيما سوى الصلاة أشد تهاوناً، وصدق الله تعالى إذ يقول : إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: 45 } وهذا إنما يتم لمن حافظ على أوقاتها وواجباتها وسننها والخشوع فيها وكانت عنده بمكان ، وعلى من فاتته الصلاة أو تركها عمداً قضاؤها ولا تسقط عنه بحال ، نسأل الله تعالى أن يعينك على المحافظة على الصلاة وقضاء ما فاتك منها إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والله أعلم .