الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحوار لم يرد في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تصريحا ولا تلويحا، ولا شك أن ما يقوله الله عز وجل لمخلوقاته عند خلقهم من أخبار الغيب، وأخبار الغيب لا تؤخذ إلا من القرآن والسنة الصحيحة. ولعله من تأملات البعض في مراحل حياة الإنسان وصاغها في صورة حوار بين الله تعالى ومخلوقاته إلا أن ما ورد فيه قد يصح في وصف الإنسان الذي يعيش من غير دين، ويعمل لغير ما خلق له، لكنه لا يصح بحال من الأحوال في وصف المسلم الذي يعلم أنه مخلوق لغاية سامية هي عبادة الله، وأن سعيه في هذه الدنيا جزء من هذه العبادة.
وهذا الحوار مخالف أيضا لما قررته الشريعة من تكريم الله تعالى لبني البشر فقد قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء: 70} وهذا التكريم يشمل جميع مراحل عمر الإنسان وهذا الحوار شبه الإنسان بالحمار معدوم الذكاء في مرحلة ما بين 20 إلى 50 عاما من عمره، وهذا غير صحيح، فإن هذه المرحلة هي التي يكتمل فيها عقله ولهذا يبعث فيها الأنبياء.
وللمزيد من الفائدة حول الحكمة من خلق الإنسان، راجع الفتوى رقم:12222، والفتوى رقم: 9345.
والله أعلم.