الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على بر والدك وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك.
واعلم أن العقل مناط التكليف فمن كان يعي تصرفاته فهو مكلف شرعا فيجب عليه أداء الفرائض واجتناب المحرمات فلا تسقط عنه الصلاة أو غيرها من الفرائض ويؤاخذ بما يصدر عنه من منكرات كالسب واللعن وغيرهما وتراجع الفتوى رقم:52394 ، والفتوى رقم:68045، فإن كان والدك يعقل تصرفاته فتجب عليه المحافظة على الصلاة، وينبغي أن ينصح بأسلوب طيب إن وقع منه شيء من التفريط فيها أو صدرت عنه ألفاظ تخالف الشرع.
وأما صلاة الجماعة فيمكنك أن تقوم بأدائها في المسجد مع جماعة المسلمين ثم ترجع لتصلي مع أبيك فتجمع بين المصلحتين، وإن كان ذلك متعذرا وكنت في حاجة للتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد لأداء الصلاة مع أبيك فلا حرج في ذلك إن شاء الله خاصة وأن بعض أهل العلم قد ذكروا أن من الأعذار التي تبيح التخلف عن صلاة الجماعة الخوف على الأهل من ولد ووالد وزوج إن كان يقوم بتمريض أحدهم.
وأما السبيل لكسبك رضا الوالد فمن وجوه عدة ومنها: بره والإحسان إليه وطاعته في المعروف والصبر على ما قد يصدر منه من أذى والإكثار من دعاء الله تعالى أن ييسر لك رضاه عنك، ولمعرفة أفضل ما يدعى به للوالدين راجع الفتوى رقم: 2433.
وأما بخصوص إغلاق الباب عن الوالد ومنعه من الخروج ليلا فإن كان ذلك خشية وقوع شيء من الضرر عليه فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
والله أعلم.